عَابرٌ على الطريق
بقلم/د. لينا عمرو
سفيرة القلم الأردني
أيها العَابِر في روحي
كرُوحِ المُؤمن
يُسبح بِليلي
وأنا أصلي القيام
وأعتمرُ في عينيكَ
وأطوُف حتى يَنفلق الفَجر
وأزيد الصلاة صلاة
وأرتل في مِحرابِ الله
أُناجِي بِأن يأتي طيفِ الحبيب
ويَلثم وجهِ الصباح
وفي كَفيه قَصبة الشمس
يُهديها لِقلبي المُتعب
لعلهُ يُعانق ضِفاف الرُوح
فَيبتَهج الصباح
ويُغازل الشَّفق في مُقلتي
تُخبرني بِهمسٍ رقيق
لا تَجرح سَمعي
تَقول لي قد جاء راكب القِطار
وقد ضيعته الطريق
لولا انعِكاس الضُوء من بَريق عيني
يَخترق الأفق البعيد
مُصافحاً ما ورَاء الغيبِ
فَيسقطَ على عُيون الطفل الغَريق مُنجداً
من بَعد التِيه
فَتعلقَ بِحبال السماء
وتَدلى ذلك العَابر حتى تَعلق بِرمشي
آه يا رِمشي ..
أنتَ الحاضر من الزَمن الغَابر
وها أنت غَدوتَ حَاضِري
تُزين جِفني
وتَمنح النهار قوة
تُزيح كاهلِ الوجع عن كتفي
فقد غَدوتَ الربيع
في غير مَوعده
فإذا أضلتني الطريق
تَذكرت همساتك في أغنية المساء
واستَحضَرت طَيفك شُعلة
تُواسيني
وفي يَدي زَهرة نَمت من عيني
وصَنعت بَوتقة من الزَنابِق
أهديتها شيئا من الحنين
وقليلا من الحُزن في صدري
المُترعِ بأمنياتٍ لم تأتي بَعد
أيها العابر
عَجَّلْ بالمجيء
فَشُرفَتي مُحملة بِقوافل الشوق
وحنين مَزهُوٍ بِأصابع الشُموع
تعال واجلس على العُشبِ
فَجَلس طِفلي يَهذي
على حَافة مَبسمي
طابَ لهُ المَقام في داري
فكيف أردُ تَائها غَريقا
ولا شُربةِ مَاء
إلا في دِيارِ الحبيبة